Département des Sciences Sociales
Permanent URI for this collection
Browse
Browsing Département des Sciences Sociales by Author "بوسرو، السبتي"
Now showing 1 - 1 of 1
Results Per Page
Sort Options
Item الدّين والعلمانيّة عند مارسيل غوشيه(جامعة مولود معمّري تيزي وزو, 2024) بوسرو، السبتييعد البحث في معضلة الدين والعلمانية، من الموضوعات التي شغلت الكثير من الباحثين سواء في الحقل العربي أو حتى داخل الحقل الغربي، إذ أن السؤال عن دور الدين في المجتمعات عبر التاريخ يتتبع متوالية من الأسئلة عن الدين والدولة، وعن الدين والديمقرطية، وعن الدين والقانون، إلى قائمة تطول من الإشكاليات ذات الصلة بها. هذا التنوع والتعدد في الأسئلة التي خلقها الدين في صلته بالسياسة، يحيلنا على بعض الأفكار الشائعة حول علاقة هذا المكون بالعلمانية، والتي تميل إلى فهم أن العداء بينهما هو الذي يرسم هذه العلاقة، ولنا في ثقافتنا العربية أكبر شاهد على مثل هكذا تصورات ساذجة يتبادلها الخصوم سجالا .فلقب "العلماني" كان واحدا من الثنائيات التعميمية التي كان يصنف فيها الناس، مقابل لقب "الإسلامي" مع غياب اتجاه وسط بينهما ودون تمييز بين أطياف من العلمانيين أو الإسلاميين، مما جعل الجدل )أيديولوجيا( وليس علميا . ثم إن النقاش حول العلمانية والدين يعتبر فرع حتمي للجدل الذي لم ينته حول الدولة الحديثة التي آل إليها العالم وموقع الدين فيها، وكيفية التوفيق بين الخيا رات والقيم التي تحكم العالم المعاصر وبين الدين وموقع الدين في الحياة اليوم؟. إن الإجابة المعمقة على هذه التساؤلات ليست بالأمر السهل، مما يحيلنا على أحد صناع الفكر الفرنسي المعاصر وهو المؤرخ والفيلسوف مارسيل غوشيه MARCEL GAUCHET) (، الذي أخترناه كنموذج للبحث في هذه المعضلة، وذلك بالوقوف على موقفه من علاقة الدين بالعلمانية، والذي لخصه في مقاربته الموسومة بالخروج من الدين ) La sortie de la religion (، وهنا لا نجد صعوبة في العثور على هذا الموقف خاصة وأن له رصيد كبير من الكتابات في هذا الشأن، على شاكلة فك السحر عن العالم، التاريخ السياسي للدين في الديمقراطية، الشرط السياسي، ونشأة الديمقراطية. هذا المعطى جعل بحثنا يعتمد منهجا وصفيا تحليليا يتناسب ومثل هكذا مواضيع، إذ وجنا أن توجه غوشيه إنما ينزع نحو الدعوة لأقول الانسان الديني، فالمجتمعات المعاصرة برأيه تتجه للتملص من توجيهات الدين، غير أن واقع الحال يبين أن الدين سرعان ما عاد ليلعب دور أساسي داخل هذه المجتمعات، فهو موجود ما وجدت البشرية. كما يبقى مرشدا لها ما حيت هذه الكائنات العاقلة. زيادة على أن الديمقراطية التي اعتبرها غوشيه مخرجا آمنا بعد الخروج من الدين، قد أثبت الواقع هشاشتها وهشاشة السياسة التي ترعاها. فهي مجرد شعار للسيطرة، يعبر عن توجه إيديولوجي سرعان ماعرته ممارسات الأنظمة الليبرالية. وعليه تبقى مساهمة مارسيل غوشيه في فك شفرة العلاقة بين الدين والعلمانية تعبر عن وضع عاشته فرنسا العلمانية لا أكثر